كلمة المدير العام لشبكة الإذاعة والتليفزيون التركية الدكتور محمد زاهد صوباجي بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس TRT

تشهد الفترة التي نعيشها حاليا، صراعا في المحتوى يهدف إلى جذب جمهور عالمي في مجال البث، ليس من المؤسسات فقط، ولكن من الأفراد الذي تحولوا إلى فاعلين في البث كصانعين للمحتوى، من خلال تقديم مئات الآلاف من المحتوى الجديد للجمهور كل يوم.

في عالم اليوم، حيث تنوعت فرص الاتصال، وزادت نسبة الوصول، وزالت الحدود مع وجود المنصات الافتراضية، فإن التحدي الأكثر أهمية لجذب انتباه الجمهور هو غموض الحدود الأخلاقية.

إن مقاربة البث التي يتم إجراؤها وتطويرها مع الوعي بالبقاء ضمن الحدود الأخلاقية له أهمية حيوية لمستقبل البشرية. وفي هذا السياق، تقع المهمة الأكثر حساسية على عاتق وسائل الإعلام التي تقدم خدمة عمومية.

تأسست TRT في 1 مايو 1964 ، حيث تعد الأولى والوحيدة من وسائل الإعلام ذات الخدمة العمومية في تركيا. وعلى مدار تاريخها الممتد 60 عاما، أنتجت TRT العديد من البرامج التي أثارت اهتماما كبيرا في الداخل والخارج على حد سواء، وسعت إلى إيجاد حلول للمشاكل الإنسانية المشتركة من خلال منظمات مختلفة وقدمت العديد من الابتكارات التي تعزز قطاع البث الإذاعي، ولا تزال تعمل على ذلك. وتماشيا مع رؤيتنا المتمثلة في "التأثير الدولي والرقمنة"، نواصل تنفيذ استراتيجيات فعالة لضمان وصول المحتوى القيم إلى المزيد من الناس في تركيا وحول العالم من خلال مشاريع كبيرة وجريئة.

نحن نقيم تقنيات وتطورات القرن 21 من منظور يركز على المعنى والإنسانية، ونحن نبني مستقبل البث مع القوة التي نستمدها من جذورنا، مؤكدا أن "TRT هي الذاكرة والمستقبل".

غالبا ما نعتبر الراديو والتلفزيون والإنترنت- قابلة للتبادل كحقول منفصلة ذات قيم فريدة ؛ ونخطط لعملنا وفقا للأهداف الاستراتيجية التي وضعناها لكل منها. نحن نصنع إنتاجاتنا وأفلامنا ومسلسلاتنا التلفزيونية وبرامجنا الإخبارية بطريقة تضخم صوت أولئك غير المرئيين بما فيه الكفاية، وتثري فهم الناس، وتجعل المحتوى أداة للتنوع الثقافي وتضع الحقيقة والواقع في المركز.

بصفتنا وسائل إعلام تقدم خدمة عمومية في تركيا، فإننا نعتبر أنه ليس واجبا فحسب، بل أيضا دينا للبشرية لترك آثار ذات مغزى في قلوب وعقول الأشخاص الذين يبحثون عن معنى في بحر المحتوى الشاسع.

من خلال وجهة نظرنا المتمثلة في "البث القوي والتأثير القوي"، سنستمر في أن نكون رائدين في مجال البث، ونزيد الوعي بالقضايا العالمية على أساس عادل ونواصل بث البرامج التي تركز على الإنسان في بلدنا وحول العالم. مع القوة التي نستمدها من ذاكرتنا والقيم التي نحملها من المحلية إلى العالمية، نحن TRT ملتزمون ببذل قصارى جهدنا وسنواصل تنفيذ العمل الذي سيشكل مستقبل قطاع الإعلام والإذاعة والاتصالات.

في هذه الرحلة، سوف نتقدم في الوحدة والتضامن والتعاون مع أسرة الاتحاد الأفريقي للإذاعات الذي كنا جزءا منه منذ تأسيسه.